ملك الخضار طبيب الأبصار ، تعال معنا إلى جولة شائقة في منجم غني بالفوائد اسمه الجزر ، الجزر عسقولي من الفصيلة الخيمية , وهو ثنائي الحول وله عدة ألوان أرجواني , وأرجواني محمر , وأصفر , وقريب من الأبيض . وكلما كان الجزر أكثر احمراراً دل ذلك على زيادة محتواه من مادة الكاروتين التي يحتاج إليها الجسم بمقدار واحد ونصف ملغم يوميا . عُرفت فوائد الجزر منذ قديم الزمان ويذكر إن الطبيب الأفريقي آرتيه الذي عاصر المسيح عليه السلام استخدم الجزر في علاج الهستيريا والاهتياج النفسي و الانهيار العصبي وأثبت العلم الحديث صحة هذا العلاج وذلك لأن الجزر غني بفتامين ( أ ) المعدل لمفرزات الغدة الدرقية يحتوي الجزر على نسبة عالية من الكربوهيدرات التي تتكون بصورة أساسية من ( السكروز والجلوكوز والفركتوز بالإضافة إلى السيليلوز والليجينتين والمواد البكتينية الأخرى ) كما أنه غني بالمواد البروتينيه والأحماض الأمينية ويحتوي على كمية كبيرة من الأملاح القلوية التأثير كأملاح البوتاسيوم وفيه كمية قليلة من أملاح الصوديوم والكالسيوم والبورون واليود وغيرها .ويحتوي أيضا على فيتامينات كثيرة أهمها : أ- ب – ب2 – ب6 – ج – و – د , ويتـمـــــيـــز بنسبة عالية من فيتامين PP الذي يندر أن يوجد في غيره من الخضروات … ولقد أطال الأطباء القدامى في شرح فوائد الجزر ومن أهم المواد التي يتميز بها الجزر مادة الـكاروتـيــن التي يعزى إليه اللون البرتقالي ولهذه المادة فوائد عديدة وأكيدة منها أنها تنشط عملية تجديد الأنسجة والخلايا فهي مفيدة في إزالة التجاعيد من الوجه والجبهة ومنع رخاوة الجلد وتستفيد منها النساء في جعل البشرة أكثر صفاء ونقاء وفي تقوية الشعر والأظافر كما يستفيد من مادة الكاروتين الطيارون وسائقوا السيارات لأنها تصفي الرؤية وتحد البصر كما أنه يفيد الذين يعتمدون على عقولهم في أعمالهم لأنها تقوي العيون … ويشفي الجزر بنجاح من المرض الأسيتونيمي ( وهو زيادة نسبة الأسيتون في الدم ) وهو مفيد أيضا في حالات فقر الدم والضغط المرتفع وهو أيضا يحفظ جدران أجهزه الهضم ويضمده ويوقف النزيف ويزيد إفراز الصفراء ومقوٍ جيد للمناعة الطبيعية .
طريقة تناوله
يجب الحرص على عدم تقشير الجزر في جميع طرق طبخه وذلك لان كثيرا من المواد الغذائية تتركز في القشرة وإذا كان الجزر غير طازج جدا فيفضل تقطيعه إلى دوائر قبل طبخه وفي جميع الأحوال يجب أن نعلم بأن الجزر النيئ أسرع وأسهل هضما من الجزر المطبوخ خلافا لما يعتقده الكثير من الناس
التناول عن طريق الأكل :
يُسلق الجزر مع البقدونس المقطع ويضاف البصل أيضا شرط أن يكون المتناول متمتعا بطرائق هضمية سليمة وكبد قوي ويمنع من ذلك ضعفاء المعدة والكبد والأطفال الرضع .
لاستعمال الجزر في حالات اليرقان ونوبات الكبد يبشر الجزر
ويغلي على نار قوية لمدة اثنتي عشرة دقيقة.
لتهدئة نوبات الربو تؤخذ عدة جزرات وتغسل غسلا جيدا دون أن تقشر ثم تطبخ بالماء حتى تصبح لينه ثم تهرس ويضاف إليها عسل النحل النقي ويمكن تناول العسل مع الجزر فبل الوجبة الغذائية المعتادة ، أو قبل النوم بساعتين على الأقل حتى لا يضرب الهضم .
ولتناول الجزر مشروبا إليك هذه الوصفات :
للذين لا يشربون القهوة يمكنهم تحميص مبشور على نار هادئة حتى يجف ثم حفظه في علبة محكمة الإغلاق ثم طحنه بمطحنة القهوة ويستعمل مع الحليب كما تستعمل قهوة النسكافيه ( يجب الحرص على نظافة الطاحونة من آثار البن لكي لا يؤثر هذا على طعم الجزر المجفف)
علاج للربو ، ونوبات الكبد:-
للإسهال الشديد عند الأطفال يغلى الجزر مع الأرز غليا جيدا لدرجة الطبخ ثم يصفى ويشرب منه فنجان واحد بعد الأكل .
الاستخدام الظاهري :
يستخدم مبشور الجزر الطازج لعلاج التسلخات الجلدية .
الجزر يحمي من سرطان الجلد
ما سبق مقاله بقلم هاني الراشدي .
أثبتت عدد من الدراسات الطبية أن تناول الجزر بانتظام قد يساعد في حماية الجلد من الآثار المؤذية لأشعة الشمس , وتمكنه من استعادة عافيته بسرعة.
وأوضح خبراء الصحة الجلدية, أن الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) تتمتع بآثار وقائية وشافية وخاصة ضد تلف الجلد المتسبب عن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية, لذلك فقد تكون عاملا مهما في منع الإصابة بالأورام الجلدية.
ويرى بعض الخبراء أنه على الرغم من أن واقيات الشمس تمنع الإصابة بالحروق الشمسية, إلا أن هذه الحماية تكون متأخرة, لأن التلف الذي يؤدي الى سرطان الجلد يتسبب في مرحلة الطفولة أو في الوقت الذي يبلغ فيه الإنسان سن الثامنة عشرة.
وقد أظهرت الدراسات أن 80 في المائة من تلف الشمس يحدث في أواخر مرحلة المراهقة, ولكن الآثار المرضية للتعرض للأشعة فوق البنفسجية لا تظهر إلا بعد مرور عدة سنوات, مما دفع العلماء الى البحث في كيفية تغير الإصابة بسرطان الجلد والشيخوخة بين الوقت الذي يحدث فيه التلف الأولي في مرحلة الطفولة أو في المراهقة, وظهور السرطان في مراحل الحياة اللاحقة.
وقال الباحثون أن بالإمكان منع حدوث هذا التلف بالمواد الكيميائية الطبيعية كفيتامين (أ) وبيتا- كاروتين التي تعد من أكثر المواد فعالية وقوة. ووجد هؤلاء في الدراسة التي تابعوا فيها 2300 مريض مصابين بآفات سرطانية أولية , وجود انخفاض واضح في أعداد الخلايا السرطانية الجلدية عند الأشخاص الذين تناولوا كميات معتدلة من فيتامين (أ) لمدة خمس سنوات.
التي أثبتت فعاليتها بصورة واضحة, لا سيما عند الأشخاص المعرضين لخطر متوسط للإصابة بالمرض.
وفسر البروفيسور جيمس سبنسر أستاذ العلوم الجلدية في كلية ماونت سيناي الطبية بنيويورك, أن مادة “بيتا-كاروتين” التي تتواجد في الجزر وبعض الخضراوات الأخرى, تتحول الى فيتامين (أ) في الجسم, ولها فوائد صحية أخرى ومنها تحسين الرؤية الليلية.
وأشار الى أن فيتامين (أ) الذي يتواجد أيضا في الزبدة والمارجارين والحليب والجبنة واللبن والقشطة والبطاطا الحلوة والكوسا إضافة إلى الفلفل الأحمر والخس والبروكولي والسبانخ والطماطم والمشمش والدراق, يعد من المواد القوية المضادة للأكسدة التي يعتقد أنها تعمل بإبطال آثار جزيئات الراديكالات الحرة الضارة التي تتلف المادة الوراثية في الجسم وتحفز ظهور الأورام السرطانية.
وكانت دراسة أخرى أجريت على البشر قد أظهرت أن تقليل تناول الدهون في الغذاء مع الاحتفاظ بالكمية الكلية من السعرات الحرارية ثابتة , يقلل نمو الآفات السرطانية الأولية التي قد تظهر, ويعطل تشكيل أورام جديدة.
من جانبهم , أكد أخصائيو الكيمياء في جامعة اكسفورد البريطانية , أن فيتامين (أ) يساعد في منع الإصابة بالسرطان, وهو ضروري للمحافظة على سلامة الجلد وصحة الأغشية المخاطية وللرؤية الليلية, ونقصه في الغذاء يؤدي الى انخفاض الوزن وقصور النمو عند بعض الحيوانات والإصابة بأمراض العين والعشى الليلي, وبشكل عام, تزيد حساسية الجسم للإصابات والانتانات الجرثومية.
ويقول الدكتور عبد الباسط محمد سيد: كل من يتعالج من السرطان ينصح بمشروب الجزر يومياً ، حيث إن الجزر فيه مادتين الكاروتين والليكوبين، وهما أقوى مضادات الأكسدة في العالم، يعني يقاوم الأكسدة، ويقاوم تدمير الحامض النووي المسؤول عن الوراثة في الجسم.
ويتخلص كل الشوارد الحرة، والتي هي مركبات أوكسجينية تدمر أو تؤكسد الخلايا، لأن الأكسدة هدم فيمنع الهدم. وأكل الجزر أفضل من عصير الجزر للإحتواءه على الألياف التي لها علاقة بالحركة الدودية للأمعاء.